صحيفه الأنباء 12 يناير 2011

فاجأني أخي الأستاذ يوسف خالد المرزوق ـ رئيس التحرير ـ بسؤال وهو باسم ضاحك مستفسرا: هل ترغب في زيارة القدس والمسجد الأقصى المبارك؟
وفي هذه اللحظة دارت في مخيلتي وذاكرتي كل الأحاديث والآيات الدالة على مكانة «بيت المقدس» خصوصا انه ثاني مسجد وضع في الأرض والصلاة فيه بـ 500 صلاة فيما سواه وكنت احلم أحيانا بأن أساهم في إهدائه «زيتا» يسرج في قناديله.
معقول.. أزور القدس وقبة الصخرة والمسجد الأقصى وألتقي بالخلايلة والمقادسة حراس بيت المقدس الأقصى عبر التاريخ؟
دعوة كريمة من عزيز لم أتوقعها بسبب وجود العدو الإسرائيلي المحتل لأرضنا في فلسطين، وزاد من فرحتي عندما علمت ان الأخ عدنان الراشد ـ نائب المدير العام التنفيذي ونائب رئيس التحرير ـ هو من سيقوم بالتنسيق لهذه الزيارة بناء على توجيهات أخي رئيس التحرير، وبعد أن أبديت موافقتي حمدت الله مستذكرا قوله تبارك وتعالى (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير) سورة الإسراء: الآية 1، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام، ومسجدي هذا (المسجد النبوي)، والمسجد الأقصى».
نعم كان حلما تحقق فلقد صليت في المسجد الحرام في مكة المكرمة وأيضا في المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، واليوم تأتيني هذه الدعوة الطيبة المباركة إلى البيت المقدس وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين، وهكذا وفقنا الله للصلاة في بيته المقدسي في القدس الشريف مع جمع طيب من خيرة أبناء الكويت، ويحق لي اليوم أن أقول: كنت في المسجد الأقصى.
إن صح التعبير فان أفضل تسمية يجب أن تطلق على الزميل عدنان الراشد هي النقابي المجرب صاحب الخبرة، وكوني لصيقا به على مدى 22 عاما فإني على معرفة بالجهود الجبارة التي يبذلها أخونا في جمعية الصحافيين وجريدة «الأنباء» في العديد من السفرات من خلال الاتصالات والعلاقات التي يمتلكها ويسخرها لتحقيق النجاح في كل مهمة مميزة يقوم بها، حيث انه في بعض الأحيان يقوم بتكليفي بمساعدته في هذه الأمور، وعلى الرغم من تلك المعرفة الطيبة به فإنني لأول مرة أرافقه في زيارة والتي من خلالها أيقنت مدى قيمة هذا الرجل النقابي ولا أقولها من باب المجاملة وإنما من باب الإنصاف وبشهادة جميع أعضاء الوفد المرافق له، فإدارته الحكيمة تمت بشكل ممتاز ووفقا لما هو مخطط وعلى مستوى عال من الاهتمام، وتجلى ذلك في الحفاوة الكبيرة التي حظي بها الوفد الكويتي إلى درجة اعتبارنا ضيوفا خاصين لرئيس دولة فلسطين محمود عباس (ابو مازن) مما ساعد في فتح كثير من الابواب المغلقة.
السفير فيصل الحمود
كان الاهتمام بالوفد الصحافي الكويتي مميزا وملموسا من أول ما وطئت أقدام أعضاء الوفد مطار الملكة عاليا فقد حظي الوفد باستقبال حار من قبل السلطات الأردنية وأعضاء السفارة الكويتية وعلى رأسهم سفيرنا لدى المملكة الأردنية الهاشمية الشيخ فيصل حمود المالك الصباح والذي على الرغم من قرب انتهاء فترة عمله في المملكة الأردنية الهاشمية إلا انه كان حريصا على ألا يترك عمان إلا بعد أن يتأكد من توفير جميع سبل الراحة للوفد، فقد أقام على شرف الوفد مأدبة غداء في «بيت العرب» وهو البيت المميز الذي اشرف على إنشائه بنفسه والذي يعتبر مفخرة للكويت في عمان، نظرا لجمال تصميمه وفخامته وطلته المتميزة، فقد حضر الغداء نخبة من الصحافيين والإعلاميين الأردنيين والفلسطينيين، كما ألقى السفير فيصل الحمود كلمة ارتجالية اختزل فيها الكثير والكثير من الموضوعات بأسلوبه وملكة خطاباته الفذة، هذا وقد فاجأنا السفير بمفاجأة جميلة، وحقيقة لأول مرة أعيشها بشكلها الحقيقي، وتكمن المفاجأة في حضورنا خلال تلك الزيارة ببيت العرب إسلام أحد العاملين ببيت السفير حيث شهد كل الحضور نطق الشهادة هو وزوجته وابنه.
هنيئا لك يا بو مالك على هذه الروح الطيبة والمعاملة الراقية، وهي ليست بغريبة عليك، وأقتبس في هذه المناسبة كلام نقابي الرحلة «بو يوسف» حين قال له إنك صعبت المهمة على السفير الذي سوف يخلفك في عمان، وهذا تعبير عن الدور المميز الذي لعبه السفير أثناء وجوده في المملكة الأردنية الهاشمية وبشهادة الجميع وقد أعطيت القوس باريها.
مدينة التسامح
في طريقنا من عمان إلى فلسطين انتابني شعوران غريبان أولهما الفرحة التي تغمرني كلما تقلصت المسافة بين عمان والقدس وذلك لشغفي واشتياقي لرؤية المسجد الأقصى ومسجد الصخرة والصلاة فيهما، والشعور الآخر هو شعور الشخص الذي به غصة لدى مشاهدتي لأول جندي إسرائيلي وجها لوجه لأول مرة في حياتي، لكن شعوري الأول طغى على الآخر وذلك بدعوات الأهل والأحباء بأن يحفظنا الله في تلك الزيارة، وكذلك للتسهيلات التي قامت بها رئاسة السلطة الفلسطينية والتي هونت علينا مشقة السفر.
ولدى وصولنا إلى مدينة بيت لحم شعرت بالتسامح الديني بمفهومه الصحيح بين الناس، فكان التعايش بين المسلمين والمسيحيين مميزا من خلال مشاركة المسلمين لأفراح أعياد الميلاد، فقد تزامن وصول الوفد إلى بيت لحم مع مناسبة أعياد الميلاد للمسيحيين، كما حضر الوفد مأدبة العشاء التي تقيمها كنيسة المهد والتي ولد بها المسيح عليه السلام والتي دائما يشاطرهم بها الرئيس الفلسطيني الذي حضرها وبطريرك القدس «فؤاد طوال» وقد جسدت مأدبة العشاء لُحمة الشعب الفلسطيني بأطيافه، وما كانت مشاركة الوفد الصحافي الكويتي للقداس الذي أقيم في كنيسة المهد إلا دلالة على مدى تفاعلنا مع الشعب الفلسطيني بغض النظر عن الدين والمذهب، ولقد كان حضور الوفد للقداس مميزا فقد رحب البطريرك بالوفد الكويتي أثناء خطابه والذي بث على الهواء مباشرة إلى جميع أنحاء العالم وبعدة لغات، حيث يعتبر القداس في كنيسة المهد ببيت لحم في ذلك اليوم محط أنظار العالم بعد الفاتيكان.
مدينة المسجد الإبراهيمي
الخليل.. سميت بذلك نسبة الى نبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام، وتحتضن المدينة المسجد الإبراهيمي حيث مرقد بعض الأنبياء والصالحين، وقد سنحت لنا فرصة الصلاة بالمسجد والذي بانت سيطرة الإسرائيليين على مدخله الوحيد بعد أن وافقت السلطات الإسرائيلية للوفد على دخوله مع بعض التحفظات على تصويره تلفزيونيا، علما بأن المسجد مقسم إلى قسمين القسم الأكبر مخصص لليهود، وعلى الرغم من التحفظات الإسرائيلية على التصوير التلفزيوني إلا أن الوفد تمكن من اخذ لقطات فيه، وبالمناسبة ضم الوفد الصحافي الزميل مبارك القناعي من جريدة وتلفزيون «الوطن»، وقد أطلقت عليه مشاكس الوفد نظرا لحماسه الزائد لمهنته، والذي زاد تخوفنا من ان يسبب لنا حماسه مشاكل وبالأخص الأمنية منها مع السلطات الإسرائيلية فانه يبحث عن الإثارة والأحداث ويسأل عن النقاط الساخنة أثناء الزيارات بهدف تغطيتها، لكن والحمد لله مرت الأمور بسلام والفضل يرجع إلى تحذيرات أخينا نقابي الوفد أبويوسف للزميل مبارك.
ونعود إلى حديثنا عن «الخليل» ومشاهداتي فيها بشأن الاستيطان، فأثناء طريقنا إلى المسجد الإبراهيمي لاحظنا سيطرة الإسرائيليين على المناطق المحيطة بالمسجد وتضييق الخناق على «الخلايلة» ـ كما يطلق على سكان الخليل ـ بهدف تهجيرهم من المنطقة، وقد اتبع الإسرائيليون عدة وسائل غير إنسانية وغير حضارية وهم متميزون في ذلك، فقد قام الإسرائيليون بتضييق الخناق على سكان المنطقة المحيطة بالمسجد من خلال رمي القاذورات والحجارة من أعلى المستوطنات على المحلات المحيطة بالمسجد نظرا لوجودها أسفل المستوطنة الإسرائيلية مما حدا بأصحاب المحلات إلى تسقيف ممرات السوق بشباك تمنع وصول أي من ذلك على المارة والمتسوقين، ومع ذلك نجح الإسرائيليين في إغلاق العديد من المحلات بمبررات عدة، لكن جهود أهل الخليل وجلدهم واضح من خلال قيام السلطة الفلسطينية بتشجيع الفلسطينيين على الإقامة بالمدينة، وذلك بمنحهم سكنا مجانيا وخدمات مجانية بهدف المحافظة على تواجد الفلسطينيين بالمدينة والتركيبة السكانية، وتتلقى الخليل عددا من المساعدات من منظمات عالمية وعربية إلا أن جهودهم جبارة وتحتاج إلى دعم كبير للحيلولة دون إنجاح مخططات الإسرائيليين في تهجير الفلسطينيين من المدينة وتحويلها إلى مستوطنة كبيرة.
وبعد تكريم الوفد من قبل محافظ الخليل ووسائل الإعلام بمدينة الخليل غادر الوفد مدينة «حبرون» والتي سميت بعد ذلك بالخليل بعد أن لاقت زيارته ترحيبا حارا من أهلها حيث ودعتنا المدينة من خلال بث الأغاني الوطنية الكويتية على مدى ساعة مرافقة للوفد حتى خروجه من حدود المدينة وكان للأغنية الوطنية الشهيرة «وطني حبيبي» اثر بالغ في أنفسنا وأشعرتنا بحنين الوطن.
اللقاء مع الرئيس الفلسطيني
اللقاء برئيس دولة فلسطين كان مميزا إلى ابعد الحدود فخلال يومين التقينا الرئيس أربع مرات وهذه صدفة لا تتكرر ان تلتقي برئيس أربع مرات في هذه المدة، فقد استقبلنا الرئيس الفلسطيني بمقره في بيت لحم وكذلك على مأدبة العشاء على شرف البطريك فؤاد طوال، كما التقى الوفد به أثناء القداس بكنيسة المهد بأعياد الميلاد وتوجت تلك اللقاءات باللقاء المميز والشفاف بمقره في مدينة رام الله خلال مأدبة الغداء التي أقامها على شرف الوفد الكويتي، وكان اللقاء شفافا إلى ابعد الحدود ولم تكن به أي خطوط حمراء أو غيرها من الألوان، كما كان اللقاء شيقا واخويا وتميزت الزميلة إقبال الأحمد رئيس تحرير وكالة الأنباء الكويتية سابقا والكاتبة بجريدة «القبس» بجرأتها الإعلامية من خلال أسئلتها المباشرة ورأيها الصريح حول العلاقات الكويتية ـ الفلسطينية خلال اللقاء، وقد فاجأنا الرئيس أبومازن بسعة صدره وبإجاباته الواضحة والشفافة أيضا، وما وضح جليا أيضا خلال اللقاء أيضا حب الرئيس للفن الكويتي، فقد استذكر مسرحية «عزوبي السالمية» والتي كانت من بطولة الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا وبالأخص مقطعه عندما ذكر بها الإعلامية القديرة عضو الوفد السيدة فاطمة حسين (أم حسام) أو كما كان يناديها الرئيس الست فاطمة وكما يسميها الزميل عدنان الراشد بشيخة الصحافة الكويتية، وهذا مما يعزز الدور الفني للكويت في مختلف الأقطار وقد ابلغنا الرئيس الفلسطيني سعادته بزيارة هذا الوفد، كما ابلغ الوفد أمله أن تتكرر تلك الزيارات من وفود مختلفة على أن تكون وفودا تحوي العديد من الفعاليات الفنية والثقافية وغيرها، وبهذه المناسبة نسجل كل التقدير للرئيس محمود عباس على رعايته الكريمة لوفد الكويت هذا بالإضافة إلى تفضله بتسهيل دخول الوفد إلى القدس المحتلة والصلاة في المسجد الأقصى.
زهرة المدائن
الرحلة إلى القدس أشبه بالرحلة إلى المجهول فقد توزع أفراد الوفد على مركبتين، وفي الطريق إلى أحد المعابر المؤدية إلى مدينة القدس بدأ الزميل عدنان الراشد بتوجيه نصائحه لنا لكي نتلافى أي احتكاك مع الإسرائيليين وكانت توجيهاته أكثر وضوحا للمشاغب الزميل مبارك القناعي لأنه دائما كل اهتمامه هو التصوير في الأماكن الممنوعة والتي قد تسبب للوفد بعض المشاكل، وعند مغيب الشمس وصلنا إلى المعبر المؤدي إلى القدس وتوجهنا لله عز وجل بالدعاء ان يسهل اجتياز المعبر وعند نقطة التفتيش الإسرائيلية همت مجندة إسرائيلية بالدخول الى الحافلة التي تقلنا وقد خاطبتنا باللغة العبرية التي لا نعرفها، ورد عليها السائق ـ وهو بالمناسبة فلسطيني من القدس ـ بالعبري أيضا وما هي إلا لحظات حتى نزلت المجندة من الحافلة وإذا بها تدخل القدس بكل يسر وهنا شكرنا الله كثيرا على قبوله دعاءنا، ومن المعبر إلى المسجد الأقصى لم يدر في خلدي أي تصور بأن أكون في يوم من الأيام في أحد الطرق بالأراضي المحتلة وبالأخص مدينة القدس وما هي إلا دقائق معدودة وإذا بنا ندخل أزقة القدس القديمة وطرقها المؤدية إلى الحرم الأقصى، ومن باب «الأسباط» دخلنا عبر حرس البوابة التي يحرسها الإسرائيليون حيث سألونا عما إذا كنا مسلمين أم لا ومن أي بلد، وهنا تدخل السيد داود ممثل السلطة الفلسطينية بالقدس والذي رافقنا من باحة القدس الخارجية وتولى مهمة الرد عليهم ودخلنا بسلام، وعبر ممرات الحرم والمليئة بأشجار الزيتون وإذا بصورة قبة مسجد الصخرة تبدو تخرج عبر أشجار الزيتون بلونها الذهبي المميز وإذا بصوت تهليل وتكبير واضح نابع من القلب، والتفتُّ إلى يميني وإذا التكبير والتهليل مصدره السيدة فاطمة حسين حيث عبرت عن مدى فرحتها الغامرة عندما تحقق ما كانت تتمناه وهي الصلاة في المسجد الأقصى، هذا هو المسجد الأقصى أولى القبلتين وقبلة الأنبياء، وقد صلينا صلاة المغرب وصلى بنا إماما الزميل خالد معرفي من وكالة كونا الجندي المجهول بالوفد والذي لا تفارقه عدسته أبدا حتى في الأوقات العصيبة، وقررنا الانتظار إلى حين صلاة العشاء وصلينا جماعة خلف إمام المسجد وقد استغللنا كل لحظة في صلاة السنن والدعاء وقراءة القرآن ما بين المسجد الأقصى ومسجد الصخرة وأسفل صخرة المسجد.
ونظرا لقرب انتهاء فترة التصريح حيث يجب الخروج من المعبر قبل الساعة الثامنة مساء لم نترك مدينة القدس إلا قبل تذوق حلاوة نجاح الدخول الى المسجد الأقصى حيث أصر علينا الأخ داود لتلبية دعوته، وختمنا الرحلة بتجربة أكل الكنافة المقدسية.
العودة إلى الاردن
اختتمنا رحلتنا بعودتنا مرة أخرى إلى عمان وتوجناها بلقاء فريد وشيق مع وزير الدولة لشؤون الإعلام السيد علي العايد الذي امتزجت شخصيته بخبرته الديبلوماسية والسياسية حيث كان يعمل سفيرا للمملكة الأردنية الهاشمية لدى إسرائيل، اللقاء فاق التصور وتجاوز الوقت المحدد للوفد وذلك نظرا للارتياح بين الوزير وأعضاء الوفد لذا كانت لشخص الوزير مكانة عند الوفد نظرا لحيوية وعمق تفكيره وشفافيته وصراحته وهدوئه الغريب على الرغم من أنه لم يكن لأحد أعضاء الوفد أي معرفة سابقة به، ولم تتمكن السيدة فاطمة حسين أو كما عرفناها بالرحلة بالست فاطمة من الصبر على عدم التعليق خلال اللقاء، فقد وجهت أم حسام ملاحظتها الايجابية لمعالي الوزير فقالت له إنها لأول مرة تقابل وزيرا للإعلام هادئا جدا وصوته خافت، وهنا عقّب الزميل عدنان الراشد على ملاحظة أم حسام وقال لها إن معالي الوزير قد غطى عليك بالهدوء والصوت الهامس لأن السيدة أم حسام معروف عنها هدوؤها ونبرة صوتها المميزة ببطئها.
وبمناسبة وجودنا في عمان لآخر ليلة فقررنا أن نحتفل بنهاية تلك الرحلة لكن بطريقة السيدة فاطمة حسين فقد اختارت ان يكون العشاء بمطعم «الهوارة» وتركنا لها حرية اختيار الأصناف لأنه لا يوجد احد ينازعها في اختصاصها وكان اختيارا موفقا ولا يمكن أن أنسى زميلنا عبدالرحمن العليان رئيس تحرير جريدة «كويت تايمز» الذي نعتبره مؤشر الذوق وتقييم الطعام للوفد وقد منح الزميل عدنان الراشد مسمى حركيا للزميل عبدالرحمن لكن لم أتمكن من ذكره الآن لأني لم احصل على إذن منه لنشره.
ختاما… لم يكن لتلك الرحلة أن يكتب لها النجاح لولا عوامل كثيرة أولها النية الصادقة من أعضاء الوفد التي وفقها الله بإجابة دعائنا ودعاء الأحبة والإخوة لكي نتمكن من زيارة المسجد الأقصى، كما أن للزميل يوسف خالد المرزوق ـ رئيس التحرير ـ الفضل في رعاية هذا الوفد بشكل كامل، وقد حرص كل الحرص على أن تلبى كل حاجات أعضاء الوفد، وقد أكد لي ذلك في كل خطوة يخطوها الوفد فله كل الشكر والتقدير والامتنان على ذلك، ولا يخفى على احد أن للتخطيط المدروس لهذه الرحلة من أخينا عدنان الراشد قبل الرحلة وأثناءها الأثر الكبير في أن تتم الرحلة كما هو مخطط لها، ولا أنسى موقفه عندما كنا مع الرئيس الفلسطيني عند اختتامنا لزيارته بأن طلب منه خدمة راجيا ألا يرده بها وهو ان يحقق للوفد أمنيته بزيارة القدس والصلاة في المسجد الأقصى والذي بدوره أعطى الرئيس تعليماته لأجهزته وأصدرت التصاريح الخاصة في ظرف ساعة، والشكر موصول إلى الجنود المجهولين في كل من سفارة دولة الكويت بعمان السيد جهاد الرنتيسي واللواء نظمي مهنا مسؤول المعابر الحدودية الفلسطينية وكذا كل من السيد عبدالحكيم زريقي مستشار مكتب السفير الفلسطيني بعمان والسيد فراس غنام المسؤول المرافق للوفد من المراسم الرئاسية للسلطة الفلسطينية ويظل سؤال حائر يدور في رأسي: هل سأعود للصلاة في الأقصى؟ هذا في علم الغيب وعودة فلسطين لأهلها.