أداء الضرائب من الواجبات العامة(1-2)

صحيفة الأنباء 26 يوليو 2021

https://alanba.com.kw/1059600

أصبحت الاستدامة المالية غايةً منشودةً للدولة، لكن بات من المؤكد أنّ هناك مشكلة عدم وجود فهم حقيقي لموضوع أهمية الاستدامة المالية، وذلك نتيجة لعدم وجود برنامج لتوعية الرأي العام بأنّ الاستمرار في إدارة المالية العامة للدولة على هذا النحو لن يحقق الرخاء المنشود للأجيال القادمة إن لم يكن حتى للأجيال الحالية.
إنّ عدم وجود تنوّع بالدخل بالميزانية العامة للدولة والاستمرار بالاعتماد على عوائد النفط كمورد وحيد لن يحقق الاستدامة المالية؛ فكما نعلم أنّ الميزانية العامة أصبحت رهينة للصدمات المترتبة على تطورات أسواق النفط العالمية، ما بين الوفر والعجز.
كما أنّ الاستمرار في منهجية الإنفاق الحالية، والتي هي أيضاً رهينة للقرارات الشعوبية، بلا شك سوف تقضي على دولة الرفاه عاجلاً أم أجلاً، ما لم نرجّح قراراتنا الحكيمة للمحافظة على رفاهية المواطن بمفهومه الصحيح.
ولتحقيق الرفاهية لا بد من وجود استدامة مالية، والاستدامة لا تُتحقق إلا من خلال موارد بطبيعتها مستدامة، وعوائد النفط بكل تأكيد ليست من تلك الموارد التي تتسم بالاستدامة فهي بطبيعتها ناضبة.
لذلك يأتي دور النظام الضريبي ليحقق تلك الاستدامة في المالية العامة للدولة، هذا على الرغم من التخوّفات التي تُثار بشأن مدى مصداقية وموضوعية تحقيق النظام الضريبي للاستدامة المالية، وقد اُلتُمس العذر لتلك التخوّفات لأنها مستحقة في ظل عدم وجود إدارة مالية تتسم بالحصافة.
ومؤخراً رفضت اللجنة المالية بمجلس الأمة، ما جاء في الخطة الإنمائية للدولة بشأن تطبيق نظام ضرائب على السلع الانتقائية والقيمة المضافة، كما رفضت تطبيق الرسوم مقابل الانتفاع بالمرافق والخدمات العامة، إلا أنّ في رأيي إن مثل موضوع فرض الضرائب والرسوم يجب أن يُبحث بشكل موضوعي ومدروس، نعم الموافقة المطلقة غير مقبولة؛ إلا أنّ رفض بحث ودراسة الموضوع من حيث المبدأ أيضاً غير حصيف.
فالدولة تحتاج إلى موارد مالية لتحقيق نقطة التعادل في الميزانية العامة، ويكمن التحدي لها في الاختيار بعناية نوع الضرائب والرسوم، ونوع النظام الضريبي الذي يشجّع المواطنين على تقبله وعدم رفضه؛ فعلى سبيل المثال الاشتراكات في صناديق التأمينات الاجتماعية التي يدفعها المواطنون المنخرطون في سوق العمل، في رأيي تعتبر نوع من أنواع الضرائب، فلا أتصور يوجد مواطن واحد يرفض مثل تلك الضريبة؛ فالصناديق التقاعدية حققت الاستقرار الاجتماعي للأسرة الكويتية، فكيف نتصور حال المواطنين بدون هذا النوع من الضريبة مهما اختلفت تسميتها .
(يتبع)

نُشر بواسطة bader alhammad

من مواليد الكويت عام 1964 ، حاصل على الاجازة الجامعية في تخصص المحاسبة عام 1988 بتقدير جيد جدا . بدء عمله في ذات العام بوظيفة محاسب بوزارة المالية وتدرج في المناصب الاشرافية كرئيس قسم التوجيه المحاسبي ثم مراقب مالي ثم مديرا لإدارة الرقابة المالية الى ان صدر به مرسوم اميري عام 2013 بتعينه وكيل مساعد بوزارة المالية حيث شغل منصب الوكيل المساعد لشئون الرقابة المالية . ثم عين بمرسوم اميري رئيسا لقطاع الرقابة المالية بجهاز المراقبين الماليين عند انشاءه في عام 2015 حيث شغل منصب رئيس قطاع الرقابة المالية للهيئات الملحقة والمؤسسات المستقلة خلال الفترة من عام 2016 حتى عام 2018، ومن ثم شغل منصب رئيس قطاع الرقابة المالية للوزارات والإدارات الحكومية في أكتوبر 2018 ، وبالإضافة الى عملة كلف بمنصب نائب رئيس الجهاز بالوكالة في نهاية ديسمبر 2018 حتى نوفمبر 2019.، وحاليا كاتب رأي ومتخصص في شئون المالية العامة في صحيفة الانباء الكويتية. كما شغل العديد من المناصب الأخرى محليا وخارجيا فكان عضو مجلس إدارة بنك الائتمان الكويتي، وعضو مجلس المدراء التنفيذيين للبنك الإسلامي للتنمية IDB و مجلس المديرين التنفيذيين لصندوق التضامن الاسلامي ISFD و مجلس المديرين التنفيذيين للمؤسسة الاسلامية لتامين الاستثمار وائتمان الصادرات ICIEC . هذا وقد شارك في العديد من اللجان منها الإدارية والفنية ولجان تقصي الحقائق و التحقيق محليا وخارجيا ، وله العديد من الآراء والاجتهادات الفنية التي اثرى بها العمل في مجال الرقابة المالية باعتباره احد مؤسسي نظام الرقابة المالية المسبقة بدولة الكويت ، وقد اصدر له جهاز المراقبين الماليين كتابه الأول في عام 2017 بعنوان ( بعض المسائل الفنية في قضايا الرقابة المالية ).

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: