أسبوع في «هارفارد» أعرق الجامعات الأميركية وإحدى أقدم جامعات العالم

(موضوع من الماضي )صحيفة الأنباء 8 يونيو 2014

https://alanba.com.kw/475092

تداولت وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأسبوع المنصرم مقطعاً لكلمة الخريجة سارة فهد أبوشعر التي درست في جامعة هارفارد. تلك الكلمة الارتجالية التي تنم عن الثقة بالنفس وقوة الحضور، وهي نفس الطالبة التي القت كلمة أيضا عند تخرجها من مدرسة البيان ثنائية اللغة وكرمها وزير الخارجية السابق الشيخ د.محمد الصباح.

من منا لا يعرف جامعة هارفارد تلك الجامعة العريقة التي أسست عام 1636 وسميت على اسم المتبرع الأول لها john harvard، ويبلغ عدد هيئة التدريس بها ما يقرب من 2400 عضو، ويبلغ عدد طلابها ما يقرب من 21 ألف طالب، بما في ذلك طلاب الدراسات العليا والمهنية، وقد تخرج من الجامعة ما يزيد على 300 ألف خريج منهم ما يزيد على 50 ألفا من بلدان العالم، ولقد كرم العديد من خريجي الجامعة بجائزة «نوبل»، وتخرج منها ايضا عدد من رؤساء الدول مثل كفرانكلن، وروزفلت وجون كندي وباراك اوباما، وعدد من الشخصيات في بعض دول العالم ونذكر منهم بالدول العربية وزير الخارجية السابق الشيخ د.محمد الصباح ورئيس وزراء مصر الأسبق عزيز صدقي ونائب رئيس وزراء لبنان الأسبق غسان تويني.

ويرمز شعار الجامعة

(ve ri tas) إلى معنى «الحقيقة» باللاتيني، وبمجرد ذكر اسم الجامعة فإنك تلقائيا تربط اسمها بالنخبة والمبدعين والمفكرين، وقد وضعت كلية القانون بجامعة هارفارد على حائط المدخل الرئيسي للكلية الآية رقم 135 من سورة النساء واصفة إياها بأنها أعظم عبارات العدالة في العالم، ونقشت الآية الكريمة على حائط مخصص لأهم العبارات التي قيلت عن العدالة عبر التاريخ.

أنا أيضا كانت لي تجربة خاصة مع جامعة هارفرد، فقد تشرفت في شهر مايو الماضي بالمشاركة في ورشة عمل بمدرسة كندي بالجامعة بعنوان strategies for effective negotiation، decision-making and persuasion، ولتلك المشاركة شعور يتميز بالتشويق والإحساس بطابع فريد.

ولدى وصولي إلى مدينة بوسطن الأميركية وعلى وجه التحديد منطقة كامبرج حيث تقع جامعة هارفرد، وهي مدينة في غاية الجمال وتشبه الى حد كبير مدينة لندن من حيث نمط مبانيها، قامت إدارة الجامعة بتنظيم جولة في الحرم الجامعي والذي يتكون من عدة مبان جميلة موزعة بشكل متناسق على مساحة تزيد على 5000 فدان، ومكتبة هارفرد الأكاديمية هي المكتبة الأكبر في العالم وموزعه على 70 مكتبة فرعية، وكل مبنى في حرم الجامعة يحكي قصة عنه، وسأذكر منها فقط اثنتين، الأولى مكتبة تم تشييدها على نفقة والدة أحد الطلبة وهو أحد ركاب سفينة تايتانيك ويدعى هاري الكينز يدنر، والذي غرق مع السفينة أثناء عودته من لندن، وكان هذا الطالب هدفه من زيارة لندن هو اقتناء عدد من الكتب التي استهوته، وعند تقديم والدته لهذا التبرع علمت ان إدارة الجامعة قد أزالت إحدى المكتبات المقامة بتبرع من أحد الأشخاص، لذلك اشترطت والدة الطالب لدفع هذا التبرع عدم قيام إدارة الجامعة بإجراء اي تعديل على مبنى المكتبة وبالفعل حتى تاريخه ظل المبنى على هذا الحال واضطرت إدارة الجامعة عندما رغبت بإجراء توسعة ضرورية الى بناء سرداب بعمق دورين دون المساس بهذا المبنى.


وللمعلومة تحتوى مكتبة هاري على كتب من جلد الإنسان، والقصة الأخرى هي قاعة النصب التذكاري التي تحكي وتجسد تضحيات طلبة جامعة هارفرد في الحرب الأهلية الأميركية وقد سطرت أسماءهم على حوائط هذه القاعة. ومبنى القاعة يتكون من مسرح للاحتفالات وصالة طعام وجدارية بأسماء الطلبة القتلى.

وبالعودة إلى المشاركة في ورشة العمل فقد كانت مشاركة قيمة بمعنى الكلمة شارك فيها مجموعة مميزة من الكويتيين وغيرهم ممن يعتز الشخص بالاحتكاك بهم والتعرف عليهم ومنهم أساتذة جامعيين كالدكتورة ندى المطوع رئيس قسم البحوث والدراسات الاستراتيجية بجامعة الكويت ود.فاطمة الكندري نائب المدير العام للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، ومن سلطنة عمان د.سعيد المحرمي عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ومنهم من هو بالقطاع الخاص كالدكتور إبراهيم الغصين الأستاذ السابق في جامعة الكويت وحاليا مدير شركة الخرافي الوطنية ورئيس مجلس إدارة الاتحاد لصناعات الورق دخيل الدخيل ونايف الهذال رئيس مجلس إدارة شركة ياكو الدوائية وعماد المنيع المدير التنفيذي لشركة بيت التمويل الكويتي للاستثمار وعبدالله الملا عضو مجلس إدارة مجموعة الملا، وكذلك مسؤولين تنفيذيين في القطاع الخاص ممن لهم مستقبل واعد تفتخر بهم الكويت ولا يسعني ذكرهم بالكامل ليس تقليلا من قدرهم لكن لا تتسع المساحة لذكرهم .

ان الهيئة التدريسية التي أشرفت وقامت على هذه الورشة تعتبر خبرة جامعة في المجال الأكاديمي والعملي والتي استطاعت ان تغرس فينا أهداف هذه الورشة ومحتواها بشكل محترف يليق بعراقة جامعة هارفرد كالأستاذة kessely hong المحاضر في السياسة العامة في كلية كينيدي بجامعة هارفارد، وتدرس في مجالات التفاوض وصنع القرار والاقتصاد الجزئي والتي فازت بجائزة العميد للتفوق في تدريس الطلاب، وتمكنت من صقل مهارات المشاركين في مبادئ ومفاهيم المفاوضات، فهي لم تكتف بإبراز الجانب الأكاديمي وإنما امتد الى الجانب التطبيقي ولعل من أبرز التطبيقات التي مارسناها كمشاركين congo river basin project وdeeport is a six-party، multi-issue negotiation.

أما المحاضر gary orren أستاذ السياسة والقيادة، والذي يحاضر ويكتب عن الرأي العام والسياسة والإقناع، فقد عمل في استطلاعات الرأي الاستراتيجي للمرشحين، وساعد في وضع مسودة قواعد لعملية الترشح للرئاسية في الولايات المتحدة، فاستطاع ان يسلب اهتمامنا بإمكانياته الفذة في طريقة تقديمه المبهرة للموضوعات المتعلقة باستراتيجية ومبادئ وأساسيات الإقناع، فأفكاره مسلسلة ومرتبة ترتيبا دقيقا ومتجانسا ومترابطة بأسلوبه القصصي والذي يعتبر جزءا من إطار مبادئ الإقناع.

ان استخدام المهارات المتعلقة بالمفاوضات والإقناع بالشكل المطلوب يجعلك قادرا على اتخاذ القرارات المناسبة في أحلك الظروف، وهنا أشير الى ما قدمه لنا الرئيس الأسبق للإكوادور jamil mahuad ذا الأصول العربية من تجربة وهو المحاضر في كلية جون كينيدي للعلوم الحكومية بجامعة هارفارد والحاصل على درجة الماجستير في الإدارة العامة من نفس الجامعة، كما انه يحاضر في الأخلاق والسياسة في العديد من الجامعات وهو زميل في مركز القيادة العامة في كلية كينيدي للإدارة الحكومية.

كان jamil خير مثال لخبرة عملية في كيفية اتخاذ قرارات مصيرية على المستوى الوطني فهو قد سطر تجربته التي نقلها لنا بكتابه والذي وضح في طياته كيفية التعامل مع ملف الخلاف بين دولته الاكوادور وبيرو والتي سبق ان دارت بينهما عدة حروب، واحتلت بيرو معظم أراضي الاكوادور والتي انتهت الى التوقيع على اتفاق السلام التاريخي مع بيرو، ووضع حل طويل الأمد للنزاعات الحدودية بموجب الاتفاق الذي تخلت فيه الإكوادور عن مطالبها لسيادة الأراضي المتنازع عليها بموجب بروتوكول ريو دي جانيرو مقابل ملكية أحد أراضي بيرو .

وبعد هذه المحاضرات انتهى الأسبوع وقد رسخت تلك التجربة الكثير من الانطباعات فقد نال المحاضرون كل التقدير والامتنان من المشاركين ولا تزال ترن في أسماعي قوة التصفيق عند انتهاء كل أستاذ من إلقاء محاضرته ما يدل على مدى رسوخ تلك التجربة في نفوس المشاركين، ونجاح المحاضرين في أدوارهم نتيجة التحضير الجيد لهذا البرنامج من جهاز إداري متميز من الجامعة.

ولعل من الإنصاف ان نخص جهود الأستاذ حمد المالكي من مملكة البحرين الشقيقة والذي ساعد الأستاذة kessely طول فترة ورشة العمل، وقد أسعدني تواضع الأستاذة عند تقديمها للأخ حمد المالكي عندما قالت انها تشرفت بتدريس الأخ حمد وبعد تخرجه تتشرف بالعمل معه كزميل بعد نيله رسالة الماجستير من جامعة هارفرد. حقا قمة التواضع والاحترام

دور مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

لا يمكن ان ننسى الدور الأساسي الذي لعبته مؤسسة الكويت للتقدم العلمي في تنظيم مثل هذه البرامج والبرامج التي سبقتها، فمؤسسة الكويت للتقدم العلمي التي أنشئت بموجب المرسوم الأميري الصادر في 12 ديسمبر 1976 كمؤسسة خاصة ذات نفع عام تعنى بدعم التطور العلمي والتكنولوجي، ويدير المؤسسة مجلس إدارة يرأسه صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، والتقدير يسجل للقائمين على تنظيم هذا البرنامج ممثلين بالدكتورة أماني البداح والأخت الفاضلة وئام العثمان تلك السيدة المتألقة في عملها والمتابعة لأدق التفاصيل واحتياجات المشاركين بهدف إنجاح هذا البرنامج من بداية التحضير حتى عودة المشاركين للكويت كل التقدير والاحترام والتقدير مني لك يا أم دعيج وسامحينا عن اي قصور بدر منا خلال تلك الفترة.

اما الأخ الفاضل خالد المحيلان فهو شخصية تفرض احترامها عليك فكان نعم الأخ والصاحب في السفر، فتجده حاضر في كل وقت وهو الذي يعمل بكل صمت، ونسجل اعتزازنا لهذه الشخصية الوطنية التي أفعالها تتكلم عنها اكثر من أقوالها، وقد أحزنني بكل صدق عندما علمت ان الأخ خالد المحيلان قد قرر ترك المؤسسة، وان صدقت تلك المعلومة فإن المؤسسة قد خسرت خيره أبنائها.

نُشر بواسطة bader alhammad

من مواليد الكويت عام 1964 ، حاصل على الاجازة الجامعية في تخصص المحاسبة عام 1988 بتقدير جيد جدا . بدء عمله في ذات العام بوظيفة محاسب بوزارة المالية وتدرج في المناصب الاشرافية كرئيس قسم التوجيه المحاسبي ثم مراقب مالي ثم مديرا لإدارة الرقابة المالية الى ان صدر به مرسوم اميري عام 2013 بتعينه وكيل مساعد بوزارة المالية حيث شغل منصب الوكيل المساعد لشئون الرقابة المالية . ثم عين بمرسوم اميري رئيسا لقطاع الرقابة المالية بجهاز المراقبين الماليين عند انشاءه في عام 2015 حيث شغل منصب رئيس قطاع الرقابة المالية للهيئات الملحقة والمؤسسات المستقلة خلال الفترة من عام 2016 حتى عام 2018، ومن ثم شغل منصب رئيس قطاع الرقابة المالية للوزارات والإدارات الحكومية في أكتوبر 2018 ، وبالإضافة الى عملة كلف بمنصب نائب رئيس الجهاز بالوكالة في نهاية ديسمبر 2018 حتى نوفمبر 2019.، وحاليا كاتب رأي ومتخصص في شئون المالية العامة في صحيفة الانباء الكويتية. كما شغل العديد من المناصب الأخرى محليا وخارجيا فكان عضو مجلس إدارة بنك الائتمان الكويتي، وعضو مجلس المدراء التنفيذيين للبنك الإسلامي للتنمية IDB و مجلس المديرين التنفيذيين لصندوق التضامن الاسلامي ISFD و مجلس المديرين التنفيذيين للمؤسسة الاسلامية لتامين الاستثمار وائتمان الصادرات ICIEC . هذا وقد شارك في العديد من اللجان منها الإدارية والفنية ولجان تقصي الحقائق و التحقيق محليا وخارجيا ، وله العديد من الآراء والاجتهادات الفنية التي اثرى بها العمل في مجال الرقابة المالية باعتباره احد مؤسسي نظام الرقابة المالية المسبقة بدولة الكويت ، وقد اصدر له جهاز المراقبين الماليين كتابه الأول في عام 2017 بعنوان ( بعض المسائل الفنية في قضايا الرقابة المالية ).

رأيان على “أسبوع في «هارفارد» أعرق الجامعات الأميركية وإحدى أقدم جامعات العالم

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: