الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والأزمة الإسكانية (2-1)

صحيفة الانباء 7 سبتمبر 2021

https://alanba.com.kw/1068788

أخذت القضية الإسكانية أبعاداً جديدةً نظراً لتفاقم المشكلة الإسكانية وعدم وجود حلول جذرية لها خلال العقود الماضية رغم توفر المقومات الأساسية لتوفير الاستدامة للرعاية الإسكانية.

 فالمطّلع على موضوع المشكلة الإسكانية يعلم أنّه من الناحية الموضوعية لا يمكن توفير الرعاية السكنية لجميع المواطنين بنفس النهج والفلسفة التي كانت عليها في العقود الماضية، وأنّ هذه الإشكالية ليست على المستوى المحلي وإنّما على المستوى الدولي، لذلك يأتي دور الدولة لتقدم الدعم المعقول لهؤلاء المواطنين في الحصول على الرعاية السكنية من خلال مؤسساتها المختلفة كالهيئة العامة للرعاية السكنية، وبنك الائتمان الكويتي.

ونتيجة لعدم التعامل مع أبعاد المشكلة الإسكانية بشكل موضوعي بمفهومها وفلسفتها الصحيحة من قبل السلطتين التنفيذية والتشريعية ،واجهت الدولة مشكلة حقيقية في توفير الاستدامة في الرعاية السكنية للمواطن، لذلك برزت أبعاد تلك المشكلة من خلال عدة جوانب منها ما يتعلق بمدى توفر الوحدات السكنية لمقابلة أعداد الطلبات السكنية للمواطنين، ومنها ما يتعلق بمدى توفر العرض الكافي للأراضي السكنية ، الأمر الذي انعكس سلباً من منظور المواطن على أسعار شرائها خلال العقود الماضية، هذا إلى جانب آخر وهو الخلل في فهم مسألة توفير الرعاية السكنية ،حيث يعتقد جُلّ المواطنين بأنّ مفهوم الرعاية السكنية هو أحقيته في تملك المسكن الخاص به وفق مواصفات عالية من الرفاهية التي تفوق متوسط دخله، وهذا مفهوم في رأيي خاطئ.

ومن جهة أخرى فإنّه على الرغم من محاولات تطوير التشريعات المنظمة للرعاية السكنية إلا أنّها لم تكن لتلك التعديلات القدرة على حل المشكلة الإسكانية، بل قصرت تلك المحاولات على خلق حلول مؤقتة اتسم بعضها بأنّها تعديلات جاءت مشوهة تشريعياً مما حوّل القضية الإسكانية إلى كرة ثلج مع مرور الوقت.

وما يستوقفني في موضوع تطوير التشريعات المتعلقة بالقضية الإسكانية ،هي التعديلات التشريعية التي في ظاهرها تعالج المشكلة لكن في مضمونها تخلق تشويهاً تشريعياً لتشريعات قائمة ، فعلى سبيل المثال التعديلات التشريعية التي أجريت في عام 2003 على قانون إنشاء الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية  وذلك بتعديل أغراض الصندوق ،والذي كان يخصص أغراضه في مساعدة الدول العربية والدول النامية في تطوير اقتصاداتها ،وتنفيذ برامج التنمية فيها ،والمشاركة في توفير الاحتياجات الضرورية لها ، إلى مد نطاق عمل الصندوق بحيث يشمل المجالات المحلية ، بالإضافة إلى الاستقطاع من صافي أرباح الصندوق لدعم موارد المؤسسة العامة للرعاية السكنية .

نُشر بواسطة bader alhammad

من مواليد الكويت عام 1964 ، حاصل على الاجازة الجامعية في تخصص المحاسبة عام 1988 بتقدير جيد جدا . بدء عمله في ذات العام بوظيفة محاسب بوزارة المالية وتدرج في المناصب الاشرافية كرئيس قسم التوجيه المحاسبي ثم مراقب مالي ثم مديرا لإدارة الرقابة المالية الى ان صدر به مرسوم اميري عام 2013 بتعينه وكيل مساعد بوزارة المالية حيث شغل منصب الوكيل المساعد لشئون الرقابة المالية . ثم عين بمرسوم اميري رئيسا لقطاع الرقابة المالية بجهاز المراقبين الماليين عند انشاءه في عام 2015 حيث شغل منصب رئيس قطاع الرقابة المالية للهيئات الملحقة والمؤسسات المستقلة خلال الفترة من عام 2016 حتى عام 2018، ومن ثم شغل منصب رئيس قطاع الرقابة المالية للوزارات والإدارات الحكومية في أكتوبر 2018 ، وبالإضافة الى عملة كلف بمنصب نائب رئيس الجهاز بالوكالة في نهاية ديسمبر 2018 حتى نوفمبر 2019.، وحاليا كاتب رأي ومتخصص في شئون المالية العامة في صحيفة الانباء الكويتية. كما شغل العديد من المناصب الأخرى محليا وخارجيا فكان عضو مجلس إدارة بنك الائتمان الكويتي، وعضو مجلس المدراء التنفيذيين للبنك الإسلامي للتنمية IDB و مجلس المديرين التنفيذيين لصندوق التضامن الاسلامي ISFD و مجلس المديرين التنفيذيين للمؤسسة الاسلامية لتامين الاستثمار وائتمان الصادرات ICIEC . هذا وقد شارك في العديد من اللجان منها الإدارية والفنية ولجان تقصي الحقائق و التحقيق محليا وخارجيا ، وله العديد من الآراء والاجتهادات الفنية التي اثرى بها العمل في مجال الرقابة المالية باعتباره احد مؤسسي نظام الرقابة المالية المسبقة بدولة الكويت ، وقد اصدر له جهاز المراقبين الماليين كتابه الأول في عام 2017 بعنوان ( بعض المسائل الفنية في قضايا الرقابة المالية ).

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: