صحيفة الانباء 26 ابريل 2021

تشرفت باستلام نسخة من كتاب بعنوان (البنك الإسلامي للتنمية والدكتور احمد محمد علي ” مسيرة مؤسسة وسيرة رئيس”) اهداء من معالي الدكتور بندر بن محمد حجار رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، والذي قامت بإصداره مجموعة البنك، ليكون منصة تاريخه لمسيرة هذا البنك منذ تأسيسه في عام 1975، بمبادرة ورعاية الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله، هذا بالتزامن مع تقلّد الدكتور احمد محمد علي رئاسة البنك، وحتى ترجله من هذا المنصب في عام 2016 بعد خدمة ناهزت الأربعة عقود.
وكل من يعرف الدكتور احمد يتّفق على انه يتمتّع بشخصية مميزة ليس على المستوى الإقليمي وحسب وانما على المستوى الدولي، حيث حظي الدكتور احمد على احترام وتقدير رؤساء الدول نظرا لدوره الفاعل في قيادة تلك المؤسسة التنموية ودعمه للعمل الخيري والإنساني.
وبهذه الصفات استطاع الدكتور احمد بإدارته الحصيفة وبجهود كوادر البنك ودعم دول الأعضاء له خلال تلك العقود ان يرتقي بعمل وأداء البنك ماليا وتنمويا، رغم الازمات التي واجهت الاقتصاد العالمي، كما استطاع المحافظة على مكانة البنك وتصنيفه الائتماني (AAA)، ونجاح مجموعة البنك باعتباره مستشار وشريك انمائي، خاصة وان حجم تمويلات البنك للمشاريع التنموية قد فاقت الـ 100 مليار دولار منذ انشائه.
وقد تشرفت شخصيا بمعرفة الدكتور احمد عندما كلّفت بتمثيل دولة الكويت في مجلس المدراء التنفيذيين الذي يرأسه، وان كانت تلك الفترة قصيرة نسبيا إلا انها كانت كافية للتعرف على مثل هذه الشخصية، والتي تميّزت بسمات استطاع معالي الدكتور بندر بن محمد حجار رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية ان يوجز وصفها بالأمانة، والحنكة، والدراية، والكياسة.
وهذا ما لمسته من خلال معرفتي بالدكتور احمد اثناء عضويتي بالمجلس، فرايته دبلوماسيا في ادارته للاجتماعات، محبا ومخلصا ومحترما لعمله، مؤمنا بالتضامن الإسلامي، مهتما بالعمل الانساني، راغبا في تحقيق طموحات دول الأعضاء التنموية الاقتصادية والاجتماعية.
ولعل من المناسب ان استذكر بعض من مواقفه خلال فترة عملي معه، فعندما شاركت ضمن المجلس باعتماد الاستراتيجية العشرية لمجموعة البنك المتعلقة برؤية البنك والتي كانت الحوكمة والنزاهة احد ركائزها ، كان داعما لمعظم مقترحات دولة الكويت التي كانت في سياق حوكمة اعمال البنك ومجلس المدراء التنفيذيين ، وفي موقف آخر يعكس مكانة دولة الكويت لدى الدكتور احمد ، فعندما انخفضت نسبة ملكيتها في البنك الى نسبة حرجة بما يؤثر على مقعدها الدائم ، وبناء على توضيح تقدّمت به لمجلس المدراء التنفيذيين بهذا الشأن ،دعم الدكتور احمد موقفها خلال تلك الفترة لحين موافقة مجلس الامة على قانون يتعلق بالاكتتاب بزيادة راس مال البنك ،والذي تشرفت شخصيا في اقتراحه وصياغته ، ومن ثم ثمّن الدكتور موقف دولة الكويت هذا والذي حافظ على نسبة ثابتة لمساهمتها.
هذا ولا انسى تقديره لمكانة صاحب السمو امير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رحمه الله عندما شكر سموه اثناء زيارته للكويت في عام 2014 على جهوده في تأسيس البنك حينما كان وزيرا للخارجية، هذا وأشاد الدكتور احمد بمبادرة صاحب السمو بتبرعه لإنشاء صندوق (الحياة الكريمة في الدول الإسلامية) وهي باكورة نتاج المنتدى الاقتصادي الاسلامي الدولي الرابع الذي استضافت دولة الكويت فعالياته ، حينها ذكر ان مثل هذه المبادرة ليست بغريبة على الكويت لأنها تقوم بدور مهم في تقديم المساعدة للدول النامية ، كما ذكر انها ساهمت وشاركت بسخاء في العديد من المنظمات والمؤسسات الدولية.
كل الشكر والتقدير لمعالي الدكتور بندر بن محمد حجار على اقتراح اعداد هذا الكتاب، والشكر موصول الى مجلس المديرين التنفيذيين لاستجابتهم لمثل هذا الاقتراح، ونقول للدكتور احمد محمد علي ” كفيّت ووفيت ” وستبقى بصماتك بمجموعة البنك الإسلامي للتنمية شاهدة على دورك وانجازاتك.
